بائعُ الصَّبرِ!


"يا بائعَ الصَّبرِ لا تشفقْ على الشاري
فدِرهمُ الصَّبرِ يسوى ألفَ دينارِ
لا شيءَ كالصَّبرِ يشفي جرحَ صاحبهِ
ولا حوى مثلهُ حانوتُ عطَّارِ".
***
فعلاً ، يفوزُ في الدنيا مَنْ يصبرُ، هلْ أعظمُ منْ قولِ:
"النصرُ ساعةُ صبرٍ"؟
أقولُ هذا الكلامَ وأنا أعرفُ أنَّ الوضعَ في لبنانَ يتطلَّبُ الكثيرَ منْ الصَّبرِ الذي لولاهُ لضاقتْ الدنيا بنا.
صحيحٌ أنَّ الصَّبرَ يحتاجُ إلى إرادةٍ، لكنهُ في نهايةِ المطافِ خيارٌ لا بدَّ منهُ!

booked.net
logo

الجمعة ٢٨ - مارس - ٢٠٢٥

الجمعة ٢٨ - مارس - ٢٠٢٥

logo
tabbah jewelry
Let's Stay Connected
لماذا يُرادُ كسرُ رئيسِ الجمهوريةِ؟



كشفتْ الأجواءُ التي سبقتْ جلسةَ مجلسِ الوزراءِ حقيقةَ الأوهامِ التي بُنيتْ عليها هذهِ السلطةُ منْ يومِ انتخابِ الرئيسِ جوزف عون الذي كانَ يتحضَّرُ للتَّفاهمِ مع رئيسِ حكومةٍ هو نجيب ميقاتي يُدوِّرانِ الزوايا معاً.
فإذا بهِ يستفيقُ على اسمِ نواف سلام الذي لم يكنْ يعرفُ عنهُ شيئاً، ولا كيفَ يفكِّرُ ولا مَنْ يديرُ امورَهُ،
ولعلَّ أختبارَ،اختيارِ أعضاءِ الحكومةِ كانَ محطَّةً أبرزتْ فرضَ رأيِّ دولةِ نواف سلام للإستئثارِ بالوزراءِ،
على عكسِ زُهدِ الرئيسِ عون بالأسماءِ مبدياً الحرصَ فقط على نزاهةِ الأسماءِ وعلى ضرورةِ إنجاحِ العهدِ،
لكنْ يبدو أنَّ دولةَ نواف سلام "استحلى" المهمةَ وأستطابتْ لهُ فكرةُ الأستئثارِ بكلِّ المواقعِ والتعييناتِ متَّكئاً على مجموعةِ ضغطٍ دوليةٍ ومحليةٍ منْ الجمعياتِ والمنظماتِ التي أوصلتهُ،
كما ساعدتْ زيارةُ الموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان ، دولةَ سلام على التمسُّكِ برأيهِ بإستبعادِ كريم سعيد عنْ الحاكميةِ،
ومع ذلكَ تابعَ رئيسُ الجمهوريةِ وأصرَّ بالذهابِ بعيداً حتى لا يُكرِّسَ عُرفاً، بأنْ يصادرَ أيُّ رئيسِ حكومةٍ او أيُّ فريقٍ آخرَ دورهُ وصلاحياتهُ المنصوصَ عليها بالدستورِ او بالاعرافِ.
***

وما جرى في موضوعِ تعيينِ حاكمِ المركزيِّ وتخييرِ الناسِ بينَ التصويتِ او التوافقِ او التلويحِ بالإستقالةِ يُعطي صورةً سيِّئةً جداً عنْ طريقةِ الوصايةِ المفروضةِ منْ الخارجِ على البلادِ بادواتٍ داخليةٍ في السلطةِ،
وتحاولُ أنْ تفرضَ أجنداتَها على السلطةِ التنفيذيةِ ورئيسِ الجمهوريةِ ومجلسِ النوابِ،
الذي سيكونُ امامَ أعباءٍ كثيرةٍ يُلقيها على عاتقهِ رئيسُ الحكومةِ وحكومتهُ خصوصاً،
أنَّ الرئيس نواف سلام يبدو "مسحوراً" بإملاءاتِ صندوقِ النقدِ الدوليِّ، لا بلْ قد يكونُ تمَّ المجيءُ بهِ خصيصاً لتنفيذِ هذهِ الإملاءاتِ.
وهو لهذهِ الاسبابِ يحاولُ شمالاً ويميناً أنْ يكسرَ الصلاحياتَ والاعرافَ وربَّما تحتَ عنوانِ "محاولةِ إستعادةِ صلاحياتِ رئيسِ الحكومةِ"، علماً أنهُ يأتي منْ خلفيةٍ قانونيةٍ ويعرفُ جيداً توازناتَ البلادِ.
***
منْ هنا الخطيرُ جداً أنْ تتكرَّرَ بعدَ جلسةِ اليومِ قصةُ "إبريقِ زيتِ" التعييناتِ والتشكيلاتِ القضائيةِ والديبلوماسيةِ،
في محاولةٍ لكسرِ صلاحياتِ ودورِ رئيسِ الجمهوريةِ،
وهذا ما لنْ يقبلَ بهِ الرئيسُ عون كما هو معروفٌ عنهُ.
اليومَ ربحَ خيارُ رئيسِ البلادِ، ربحَ خيارُ رجلِ الحكمةِ والتوافقِ.
مبروكٌ لفخامةِ الرئيس جوزف عون!

مرة
4
9
6
4
3
3
قرأ المقال